المقص الأسود,,؟
كان متعجرفاً,, كل ما يهمه ذاته فقط!!
ولأن والده قد أرغمه على الزواج منها، فقد حول منزله إلى أقرب ما يكون لمعتقل وحشي يمارس فيه جميع أنواع التعذيب من جرح لمشاعر واسقاط لكرامات واستحقار فظيع يسوط بها أحاسيسها المرهفة الصابرة لأجل حبات القلب!
كانت تعتبر دخوله المنزل نوعاً من العاصفة الرملية الساخنة المحملة أثقالاً من الغبار فتتماسك إلى أن تهدأ بنومه أو خروجه من المنزل لوجة لا تعلمها؟
حتى صار ذلك اليوم الذي تحللت فيه من قيوده برغبته هو ولكن,, لا يزال في اعماقها قيدان جميلان قد غرسا في قلبها المسكين انهما ابنها وابنتها اللذان لا يعلمان ما تعانيه لأجلهما,, ورحلت!
تركتها وحدها على اعتاب المراهقة جميلة شامخة تمتلك شعراً غزيراً فاحم السواد وما هي الا عدة أسابيع إلا زوجته الجديدة من تلك البلاد قد احتلت غرفة والدتها الراحلة!
كانت تلك الزوجة المشدوهة المنبهرة بجمال هذه الصبية يراودها خاطر فما كان منها إلا أن أمسكت المقص وقصت لها شعرها المسترسل بحجة الموضة!!
بكت حتى أروت وسادتها دموعاً من القهر,, لقد سلبت منها ما يخصها وحدها فقط؟
ولاحت لها صورة والدتها الحبيبة ذات القسمات الهادئة والبشرة الحقيقية ناصعة البياض دون ا صطناع دون تكلف المشرقة اشراقة قلبها الناصع وهي تسعى للعناية بشعرها الجميل حتى صارت أجمل قريناتها,.
تذكرت حين كانت تسرحها وتضع الحنا وتغسله,, كل ذلك ذهب سدى,, كل ذلك تبخر,, تعب الأيام والسنين القصيرة في عمرها ا لغض تلاشى منذ أن لامس المقص خصلات شعرها بيد زوجة ابيها إلهام .
احداث الألم كانت ترسم على صفحات محياها خريطة كبيرة من الهموم عبث بنظراتها المنطلقة صوب لا شيء في هذه الدنيا الصغيرة!
لاحظت المشرفة الاجتماعية ذلك التبدل الذي حصل لنوف واستدعتها,, سألتها بطريقة أخرى لم تعهدها من قبل.
أحست بأنها حصلت على جميع المعلومات دون شعورها,, بكت ورجتها بألا تتدخل,, أقسمت لها بأن والدها اذ عرف بذلك ان يحرمها المدرسة ان يبعدها عن ذلك العالم الذي أحبته وكان الملاذ الوحيد لها بعدالله,, لهمومها,, لأوجاعها.
أقسمت بأنها لن تراها إن هي تصرفت واتصلت بوالدها محاولة حل تلك المشاكل.
لم تصدقها وظنت انها تساعدها بينما هي حطمتها,, الغت وجودها بين الزميلات,, صار مكتبها خاوياً لم يجرؤ أحد على احتلاله تقديراً لها وتعاطفاً معها.
دخلت المشرفة ذات يوم الصف تسأل عنها قالوا لها غائبة,,!
انتظرت لغد أتاها نفس الرد!
تتالت الأيام وانتهى العام وأحست بفداحة الخطأ الذي ارتكبته,, تذكرت عينيها الطفولية وهي تفيض بالدموع وعبارات الرجاء، بألا تتصرف تتردد بأذنيها,.
علمت بأن مهنتها يجب ألا تمارسها دون الاصغاء لنداء القلوب وان بالحياة تفاوتاً لما يجب أن يتم تطبيقه حيال أي مشاكل!
فنوف معنى آخر عميق ما زال طيلة السنوات الماضية يلهو كطفل يتيم خائف جائع في أعماقها يؤنبها في كل دقيقة، حتى في احلامها مما جعلها تعيش مكتئبة حزينة كل الأيام في حياتها مزيج من الندم,, الهم,, الرغبة في البكاء بصوت عال!!
منقول
تحياتي لكن اخواتي